
غالبا ما يُنظر إلى الكمالية (المثالية) من حيث هي سمة إيجابية، ذلك أنها تزيد من فرصك للنجاح. غير أنها قد تؤدي إلى أفكار أو سلوكات تُقزِّم الذات، وتجعل تحقيق الأهداف أمرا صعبا؛ إذ تسبب التوتر، والقلق، والاكتئاب، وغيرها من المشاكل الصحية النفسية.
كثير منا يسعى للكمال في حياته، سواء في العمل، أو الدراسة، أو حتى في تفاصيل يومه الصغيرة. لكن هل سألت نفسك يومًا: هل الكمال ممكن؟ الإجابة البسيطة: لا.
يشعر الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الإنجازات العالية أحيانا بضغط كبير للارتقاء الى مستوى انجازاتهم السابقة، هذا غالباً يقودهم الى الانخراط في السلوك المثالي.
لماذا دراسة فلسفة ابن عربي صعبة على الدارسين في الاعتقاد والتصوف؟
لماذا يدير مودي ظهره لترامب الآن ويتجه إلى عدوه التاريخي؟
الحياة ليست عن كونك مثاليًا، بل عن التقدم، التعلم، والاستمتاع بالرحلة. عندما تتوقف عن السعي وراء الكمال، ستُصبح أكثر إنتاجية، وستشعر بالرضا عن نفسك، وستكتشف أن الجمال الحقيقي في الأمور البسيطة وغير المثالية.
شاركني أبي على مر السنين عبارات لا حصر لها من الحكمة؛ ومع ذلك، فإنَّ عبارة "ابذلي قصارى جهدك كل يوم" هي النصيحة التي أعتمد عليها كثيراً.
لكنَّ المشكلة تكمن فيمن يَسجُن ذاته داخل مفهوم الكمال المطلق والمجرَّد، ولا يَعُدُّه نموذجاً للتحفيز، وهذا تقصير مجتمعيٌّ، وثقافيٌّ، وتربويٌّ، منتشر عند مختلف الطبقات، والمستويات الاجتماعية.
و تكمن المشكلة لدى الأشخاص الذين يسعون خلف الكمال أن بعض المعايير العالية جدًا التي يضعونها لأنفسهم و لآدائهم و المستويات العالية في كل شيء الذي يسعون بكل طاقتهم للوصول إليها قد تكون غير قابلة للتحقيق على أرض الواقع أحيانًا.
من المفيد، أن تتقبَّل بكلِّ رحابة صدر المواقف الجديدة، والأشياء غير المتوقعة، التي تصادفها في طريقك.
وبدلاً من السعي الدائم نحو الكمال يمكننا التركيز على تحقيق التطور الشخصي والنمو الذاتي والتخلى عن عبء الكمالية الزائفة، مدركين أن القيمة الحقيقية لا تكمن في الكمال بل في رحلتنا وتطورنا كأفراد.
أخذ وقت طويل لتنفيذ مهمة قد لا تستغرق عادةً كل هذا الوقت لإكمالها.
إذا كانت الإجابة "نعم"، فلا تشغل نفسك بهذا الأمر، وتقدَّم نحو الأمام، واستخدم وقتك وطاقتك للقيام بالأمور بصورة أفضل في المرة القادمة
وبقدر ما تجتذب تلك المثالية نجاحات متوالية، فإنها عند حد ما قد تصبح في تطرفها مبعثًا للإرهاق والتسويف الموقع الإلكتروني ونقد الذات ووضعها محل مقارنة بشكل دائم.